إسبانيا تدرس تصدير الغاز من الجزائر أو دول أخرى للمغرب بعد تجميد أنبوب "المغرب العربي-أوروبا"

Image description
الثلاثاء 19 أكتوبر 2021 - 12:10 عز الدين بناصر

تدرس إسبانيا طلب المغرب نقل الغاز في اتجاه معاكس لأنبوب "المغرب العربي-أوروبا" بعدما قررت الجزائر عدم تجديد اتفاقية نقل الغاز عبر هذا الأنبوب. ويجهل حتى الآن هل سيشتري المغرب الغاز الجزائري الذي سيمر عبر أوروبا ليتوصل به أو سيشتريه من دول أخرى مثل قطر ونيجيريا والولايات المتحدة ويتم نقله إلى موانئ إسبانيا ولاحقا إلى المغرب.

ويتوصل المغرب بنسبة هامة من احتياجاته من الغاز من جارته الشرقية عبر الأنبوب الذي ينطلق من الأراضي الجزائرية ويمر بالمغربية وينتهي في جنوب إسبانيا. وقررت الجزائر لأسباب سياسية وصراع النفوذ بين البلدين في شمال إفريقيا وصل إلى القطيعة الدبلوماسية إنهاء العمل بهذا الأنبوب ابتداء من نهاية الشهر الجاري بعدما كان قد دخل الخدمة سنة 1996. وبالتالي، أصبح المغرب مطالبا بالبحث عن بديل.

وستتوصل إسبانيا بالغاز الكامل من أنبوب “ميد-غاز” الذي ينطلق من غرب الجزائر نحو شواطئ الأندلس، وهو أنبوب بدأ العمل به منذ سنوات، وقام البلدان بالرفع من طاقته الاستيعابية مؤخرا. ويبقى التساؤل المعلق: هل سيتوصل المغرب بالغاز الجزائري عبر أنبوب “المغرب العربي-أوروبا”، أي التوصل باحتياجاته فقط دون مرور حصة إسبانيا منه، أو سيقوم بشراء الغاز من السوق الدولية أو سيشتري الغاز الجزائري ويتوصل به عبر عملية ثنائية وهي “مرور الغاز من الجزائر إلى إسبانيا عبر أنبوب "ميد غاز" وتقوم إسبانيا بتصديره إلى المغرب عبر أنبوب “المغرب العربي-أوروبا”، أي التدفق المعاكس؟

وكانت جريدة سينكو دياس الاقتصادية الصادرة في مدريد قد نشرت مؤخرا مقالا بعنوان "المغرب يطلب من مدريد التدفق المعاكس للغاز الجزائري عبر إسبانيا"، وأكدت وكالة رويترز الخبر في قصاصة لها الاثنين من الأسبوع الجاري. وتوجد حكومة مدريد في موقف حرج، فمن جهة، تجهل هل أنبوب الغاز “غاز-ميد” علاوة على استعمال السفن يعد كافيا لاحتياجات إسبانيا حتى تتولى لاحقا التصدير نحو المغرب أم لا. وتبرز أن حكومة مدريد لا تريد إغضاب المغرب وتساهم في تفاقم الأزمة القائمة بين البلدين.

ويراهن المغرب على إسبانيا مؤقتا لأنه يفتقر للوجستيك في موانئه للتعامل مع الكميات التي يحتاجها للغاز على مستوى التحويل من الغاز المسال إلى حالته الغازية الطبيعية والتخزين. وإذا قبلت الجزائر مد المغرب باحتياجاته بالغاز عبر الأنبوب القديم، سيكون المغرب قد وجد حلا لمشكل الغاز، وإذا رفضت الجزائر، وقتها سيكون المغرب مجبرا على شراء الغاز من السوق الدولية من دول مثل نيجيريا وقطر والولايات المتحدة ونقله إلى موانئ إسبانيا ومن هناك يتم ضخه إلى المغرب عبر الأنبوب القديم أي “التدفق المعاكس”.

وستقوم سفن بنقل الغاز السائل إلى إسبانيا، وهناك سيتم تحويله إلى الغاز الطبيعي حتى يتم تصديره نحو المغرب. ويتم معالجة الغاز وتحويله إلى سائل لأنه يشغل حيزا 600 مرة أقل من الغاز الطبيعي في حالته الغازية.

ومن الأخطاء التي ارتكبها المغرب هو عدم مفاتحة الجزائر في تجديد اتفاقية أنبوب “المغرب العربي-أوروبا” منذ ثلاث سنوات على الأقل، وذلك لكي يستعد جيدا لهذه اللحظة التي أعلنت فيها الجزائر عدم تجديد الاتفاقية.

ويحتاج المغرب إلى قرابة مليار و300 مليون متر مكعب سنويا، ويحصل حتى الآن على 60% من هذه الاحتياجات من الجزائر ويوظفها في إنتاج الطاقة الكهربائية خاصة في محطتي تهدرات شمال البلاد وبني مطهر في الحدود مع الجزائر، ويتم تسديد جزء منه من خلال حقوق التعويض التي يتوصل بها المغرب عن أنبوب الغاز “المغرب العربي-أوروبا”، أي الغاز الذي يمر إلى إسبانيا والبرتغال.