"العلم يقربنا من الله".. تصريح لمهندسة فضاء تونسية يثير جدلا واسعا

Image description
الأربعاء 12 يناير 2022 - 09:01 ملاك الهاشمي

رانيا التوكابري مهندسة فضاء تونسية أصبحت حديث الساعة في بلادها هذه الأيام بسبب تصريح، يتعلق بالعلاقة بين العلم والإيمان بالله، أثار انقساما واسعا بين التونسيين، وعرّض التوكابري لهجوم كبير وتعاطف واسع في آن واحد.

وخلال استضافتها قبل أيام في برنامج "تحت السور" على قناة "التاسعة" الخاصة، قالت التوكابري "العلم يقرّبنا دوما من الله، وهناك أشياء كثيرة مذكورة في القرآن يكتشفها العلماء الآن، وهذا ما اكتشفته شخصيا خلال عملي وعند قراءتي للقرآن، وخاصة الآيات التي تتحدث عن الكون والشمس والقمر والكواكب".

وتشارك التوكابري في مشروع علمي دولي ينظمه مهندسون وعلماء في وكالة الفضاء الأوروبية كمركز تدريب رواد الفضاء التناظري، حيث تتم محاكاة مهمة رواد الفضاء على القمر في مختبر أبحاث معزول عن الوقت والضوء الطبيعي.

وأثار تصريحها الأخير انقساما حادا داخل تونس، حيث شكك البعض بشهاداتها العلمية، وعملها مع وكالة الفضاء الأوروبية، على اعتبار "عدم وجود أي مقال عنها في وسائل الإعلام الأوروبية".

واعتبر آخرون أنها تدخلت في أمور تجهلها، وكان عليها الحديث فقط في مجال اختصاصها، وترك الأمور الدينية ومعرفة الخالق لرجال الدين.

وخاطبت الاعلامية صابرة العوني، التوكابري بقولها "أنت كعالمة فضاء لا يهمني رأيك الديني وعلاقتك بالله هي شأن خاص بك ولا يعنيني، كما أن العلماء لا يتحدثون بالشأن الديني".

وردا على الحملة الكبيرة ضدها والتشكيك بكفاءتها العلمية، كتبت التوكابري على صفحتها في موقع فيسبوك (أزالت التدوينة لاحقا) "انا لست مطالبة بتبرير أي كلام قلته (…) المشروع (القرية القمرية، المحطة القمرية) انطلق منذ بضعة أشهر، واستلمت أول ملفاته الشهر الماضي. هذا مشروع في أول خطواته. كنت حريصة على كتابة الأشياء بكل دقة كي لا تختلط الأمور. وكالات الفضاء توكل المشاريع لشركات حكومية أو خاصة، كل واحدة مختصة في جزء. وأنا أشتغل على مشاريع وكالة الفضاء (الأوروبية) ضمن القطاع الخاص ومع فريق وكالة الفضاء وليس فيها”.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها السجال في تونس حول العلاقة بين الدين والعلم، فقبل أشهر، أثارت دعوة وزارة الشؤون الدينية إلى إقامة صلاة الاستسقاء بعد تأخر تساقط الأمطار جدلا كبيرا، فبينما رد البعض انحباس الأمطار إلى "كثرة المعاصي"، اعتبر آخرون أن صلاة الاستسقاء هي "مجرد شعوذة" ولن تساهم في هطول الأمطار في البلاد.

وحول الاعتراض على ربطها بين العلم والإيمان بالله، قالت التوكابري "رأيي في أي موضوع هو يخصني وحدي ولا أحد له الحق في التدخل. وهو رأي شخصي في طور البحث، ولست بمؤثرة (في الرأي العام) ولا علاقة لي بالدين ولا السياسة ولا الميتافيزيقيا. لا تدخلوني في نقاشات لا علاقة لي بها".

وتعاطف عدد كبير من التونسيين مع التوكابري إزاء الحملة التي تعرضت لها، حيث علق الإعلامي برهان بسيّس مقدم برنامج "تحت السور" على ما كتبته التوكابري بقوله "أردنا -من خلال استضافتها- توجيه رسالة للشباب التونسي أن ثمة أمل في النجاح عن طريق العمل والمثابرة في جميع المجالات، خاصة أن رانيا التوكابري تخرّجت من مدارس وجامعات تونس. لكنها تعرضت للتهجم والتشكيك بكفاءتها العلمية وانتقاد رأيها الشخصي".

وخاطب التوكابري بقوله "أردت أن أقول لك: أعتذر لأني جعلتك تعيشين هذه التجربة القاسية عبر التعرف على جزء من شعبك العظيم الذي تحول إلى هندوس شمال أفريقيا اختصاصه تقديس بقرة الفشل المقدّس!”.

وعلق النائب السابق الصحبي بن فرج بقوله "هذا الشعب لا ينجح ولا يحب من ينجح!"، وأضاف القيادي السابق في حركة النهضة، محمد بن جماعة "كل التضامن مع رانيا. هذا مرض سرطاني ينخر في الكثير من التونسيين”.