السلطات الأمنية الإيرانية تحصر عدد قتلى الاحتجاجات ب 200 شخص

Image description
السبت 03 ديسمبر 2022 - 03:12 رويترز

أعلن مجلس أمن الدولة الإيراني اليوم السبت الثالث من ديسمبر، أن 200 شخص لقوا حتفهم في إيران خلال أحداث الشغب التي اندلعت في أنحاء البلاد منذ منتصف سبتمبر الماضي، وهو رقم أقل كثيراً مما ذكرته جماعات حقوق الإنسان.

وكان قائد في الحرس الثوري الإيراني قدر في وقت سابق عدد القتلى بـ300.

ونقلت وكالة "ميزان" التابعة للسلطة القضائية في إيران عن مجلس أمن الدولة بوزارة الداخلية قوله إن "200 لقوا حتفهم خلال أحداث الشغب الأخيرة".

تظاهرة نسائية

وشهدت محافظة سيستان بلوشستان الإيرانية، الجمعة الثاني من ديسمبر، انضمام النساء إلى الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة مهسا أميني، في خطوة أكدت مجموعات حقوقية أن حدوثها "نادر" في المنطقة المحافظة إلى حد كبير.

وأظهرت تسجيلات مصورة انتشرت على الإنترنت عشرات النساء في عاصمة المحافظة زاهدان يرفعن لافتات كتب عليها "امرأة، حياة، حرية"، وهو أحد أبرز شعارات الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في منتصف سبتمبر (أيلول).

وهتفت نساء ارتدين "الشادور" بالحجاب أو من دونه "هيا إلى الثورة"، وذلك بحسب تسجيلات مصورة انتشرت على "تويتر" وتحققت وكالة الصحافة الفرنسية من صحتها.

تهز إيران احتجاجات اندلعت إثر وفاة أميني (22 سنة) الكردية الأصل بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق التي اتهمتها بخرق قواعد اللباس الصارمة المفروضة على النساء في إيران.

وتفيد منظمة حقوق الإنسان في إيران، ومقرها أوسلو، بأن قوات الأمن قتلت حتى الآن 448 متظاهراً على الأقل معظمهم في سيستان بلوشستان الواقعة في جنوب شرقي إيران عند الحدود مع باكستان.

وعلق مدير المنظمة محمود أميري مقدم على التظاهرة النسائية الأخيرة في زاهدان بالقول، "إنها بالفعل نادرة من نوعها"، إذ إن المدينة شهدت على مدى الشهرين الماضيين خروج الرجال إلى الشوارع بعد صلاة الجمعة.

وقال لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الاحتجاجات الحالية في إيران ليست إلا انطلاقة لثورة كرامة".

وأضاف، "أسهمت هذه الاحتجاجات بتمكين النساء والأقليات الذين تم التعامل معهم على مدى أربعة عقود كمواطنين من الدرجة الثانية، ليخرجوا إلى الشوارع ويطالبوا بحقوقهم الأساسية".

تعد سيستان بلوشستان ذات الأغلبية السنية أفقر منطقة في إيران بينما يعاني سكانها البلوش التمييز.

وقتل 128 شخصاً على الأقل في سيستان بلوشستان في الحملة الأمنية التي تشنها السلطات الإيرانية، بحسب منظمة حقوق الإنسان في إيران، وهي أكبر حصيلة للقتلى الذين سجل سقوطهم في 26 من محافظات إيران الـ31.

وتأتي كردستان في المرتبة الثانية لجهة عدد قتلى الاحتجاجات (53 شخصاً)، إذ إنها مسقط رأس أميني، وتقع في غرب إيران عند الحدود مع العراق، وتعد مركزاً آخر للاحتجاجات فيما يشكل السنة غالبية سكانها.

تتهم إيران الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل بتأجيج ما تصفه على نحو كبير بأنه "أعمال شغب".

وصرح عميد إيراني هذا الأسبوع بأن أكثر من 300 شخص قتلوا في الاضطرابات.

وأوقف آلاف الإيرانيين ونحو 40 أجنبياً على خلفية الأحداث، بينما وجهت اتهامات لأكثر من ألفي شخص، بحسب السلطات القضائية.

طلب معدات ومستشارين من روسيا

وأفادت معلومات أن النظام الإيراني قدم في الأيام الأخيرة طلباً رسمياً إلى روسيا للحصول على معدات وسيارات أمنية خاصة لمواجهة الاحتجاجات، كما طلب إرسال مستشارين وخبراء روس لمساعدة النظام الإيراني على قمع الاحتجاجات، وفقاً لموقع "إيران إنترناشيونال".

ونقل الموقع أن هذا الطلب يأتي بعد تقارير تشير إلى أن طهران تتوقع استمرار التظاهرات الاحتجاجية الواسعة المطالبة بإسقاط النظام لفترة زمنية طويلة.

وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، قد تطرقت سابقاً إلى مساعدة روسيا للنظام الإيراني في مجال قمع الاحتجاجات، وقالت، "من المحتمل أن تقدم موسكو استشارات لطهران بشأن قمع الاحتجاجات لأن روسيا لديها خبرة كبيرة في قمع تظاهرات الشوارع".

كما أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، في نوفمبر الماضي عن قلقه من زيارة سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي، نيكولاي باتروشيف، لإيران، واحتمال مساعدة روسيا لطهران في الاحتجاجات.

ويمكن ملاحظة الاعتماد الإيراني على الاستشارات الروسية بوضوح في تسريب وكالة "فارس" لقائد الحرس الثوري، حسين سلامي.

وقد جاء في هذا التسريب أن جهاز المخابرات الروسي نقل نتائج التنصت على أجهزة المخابرات الغربية، إلى المسؤولين الإيرانيين التي تظهر أن الشعب الإيراني في حالة ثورة.