كسر الخواطر.. بمثابة خطأ طبي.. الاعتذار فيه لا يرد عافيتك.. وحتى لو اعتذرت الريح.. سيبقى الغصن مكسورا.. وأنت يا (ر.ش) قمت بهما هما الاثنين، الخطأ الطبي في حق والدي وكسر خاطره وخاطرنا جميعا.

هناك أخطاء لا تصلحها كلمة آسف.. هناك كذبة لا تغتفر.. هناك جرح لا تشفيه الأيام.. هناك لحظة بدلت أماكن في القلب..

خطأك الجسيم سببه هو الإهمال والرعونة وعدم الاحتراز وانعدام الكفاءة المهنية والخبرة وغياب الضمير المهني.

في يوم 19من يوليو الموافق لفاتح محرم قامت )طبيبة الكلي( أو بالأحرى إنسانة ترتدي وزرة بيضاء، لا تستحق لقب طبيبة، بغسيل الكليتين لوالدي بمصل يحتوي على الأملاح من أجل تهيئتهما وحمايتهما قبل إجراء أشعة خاصة بالقلب والشرايين بمركزها، وذلك بتنسيقها مع الطبيب المختص بالقلب الذي يكشف عنده والدي.

في تمام الساعة التاسعة صباحا كنت معه في المركز، ودار بيني وبين إحدى الطبيبات المساعدات لها حوار عن كيف ستتم عملية الغسيل وعن دور ذلك المصل المستعمل وعن الكمية المستعملة، وأكدت لي بالحرف بأنهم سيقومون باستعمال3عبوات من المصل وبأن عميلة الغسيل ليس لديها أية خطورة عن الجسم وبأن كل شيء سيتم على ما يرام، أما فيما يخص (ر.ش) فهي لم تكلف نفسها بالخروج من مكتبها لرؤية مريضها والكشف عن حالته الصحية.

 فعلا تمت عملية الغسيل وخرج من المركز في تمام الساعة الثالثة زوالا لون وجهه مصفرا، شديد العياء، وسألته عن كيف مر الغسيل، قال قاموا بوضع أربع عبوات من المصل فتجاهلنا الأمر حينها ومضينا قدما للمنزل.

وفي تمام الساعة الثانية ليلا بدأت تطرأ تغييرات على جسده، وكلما زاد الوقت كلما اشتد عليه الألم وانقبض عليه قلبه، ونقص تنفسه، وزاد صوت مخيف ينبع من باطن جسده شبيه بصوت الرعد المتكرر بدون انقطاع. 

حينها قمنا باصطحابه فورا للمستعجلات ليتضح لنا أنهم قاموا في المركز بوضع جرعة زائدة من المصل، الشيء الذي تسبب بملء القلب والرئة بذلك المصل، وبأن الكليتين لم تستفد من ذلك الغسيل لأنهم لم يقوموا بمراقبة إن كان يفرغ ذلك المصل من الخلال البول أم أنه محصور، ولنكتشف أيضا بأن تلك التقنية الجديدة من الغسيل يقام بها في المستشفى، وتحت المراقبة الطبية وليس في العيادة، وبأنه إذا كان الشخص محصورا بعد عملية الغسيل يجب حقنه بحقنة خاصة لتسهيل عميلة البول وإخراج ذلك المصل المتواجد في الذات. 

طبيب الإنعاش كاد أن يفقد صوابه عند رؤيته في تلك الحالة الحرجة، كانت دقات قلبه تنقص بسرعة رهيبة وكلما نقصت دقاته زادت دقات قلبي ومن حولي من أقربائي خوفا عليه، وكلما داق نفسه داق نفسي مرتين، وكلما صب جسده بالعرق شعر جسدي بالقشعريرة رهابا عليه، كادت روحي أن تخرج من مكانها في تلك اللحظة.

قاموا بإدخاله لقسم الإنعاش.. قلبنا كان معلقا عليه، وعقلنا مشوشا، وروحنا مفقودة، دموعنا مصبوبة وما لنا إلا الدعاء له في تلك اللحظة.

ذوقتنا تلك (الطبيبة) طعم الألم بجميع النكهات المرة بسبب فعلتها، لحظة لا أتمناها لأعدائي، لكن أتمناها لها.. أتمنى أن تعيش طعم المرارة بجرعات مضاعفة لأنها هي المسؤولة، «فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» وقال عمر بن الخطاب «لو عثرت بغلة في الطريق لكنتُ أنا المسؤول عنها لأنه لم أصلح لها الطريق» فالمسؤول الأول أمام الخالق في هذه القضية هي.. نعم هي المسؤولة عن الكمية التي حقن بها والتي تفوق الكمية المسموح بها.

الحادث وقع نتيجة مباشرة لإهمالها وعدم تحرزها وهذا سببه هو انعدام الكفاءة المهنية والخبرة وغياب الضمير المهني لأن الولوج لمهنة الطب أصبح قطاع للتجارة والاستثمار. أضف إلى هذا طلبة دون المستوى والغش في الامتحانات طيلة سنوات التكوين وفلان بن فلان وغياب الرقابة وووو كلها عوامل ضحيتها الوالدين.

وبالعودة للشبه الطبيبة فهي لم تكلف نفسها المجيء للمستشفى لتفقد مريضها وللاطمئنان عن حالته الصحية، وحين اتصلنا بها وطلبنا الملف الطبي الخاص بوالدي رفضت اعطاءنا إياه خوفا من متابعتها قانونيا.

أين هو القسم الذي أذيتيه.. أين هي الإنسانية.. أين هي الأخلاق.. أين هو الضمير المهني؟؟؟؟

وبالعود بالزمن للوراء قليلا فهي كانت تكتب له وصفة طبية خاصة بالقلب وتتدخل في تخصص طب القلب والذي هو بعيد كل البعد عن تخصصها المشكوك فيه، كما سبق لها أن وصفت له دواء خاص بأمراض الصرع )كاردينال (وهو لا يعاني من أية أعراض تخص هذا المرض، أهذا اجتهاد زائد منها أم قلة وعي بخطورة تجاربها؟؟؟؟

لست أدري إن كانت طبيبة كلي أم أمراض القلب والشرايين أم الأمراض العصبية أم أنها هي من يجب أن تتعالج في مصحة الأمراض العقلية والنفسية!!!!

وللإشارة منذ سنة 2011 ومنذ أن بدأ برحلة العلاج معها وحالته الصحية تتراجع ولم نلاحظ أي تحسن في كليتيه، وفي كل مرة تصف له مجموعة من الأدوية المختلفة لعل وعسى أن تجد له علاج يخفض من نسبة الكرياتينين التي تؤثر على الكليتين، لكن جميع تجاربها باءت بالفشل.

هدفها الرئيسي هو تدهور حالة مرضاها من أجل الوصول بهم لفشل كلوي من أجل تزويد مدخولها الشهري وضمان حصص إضافية لغسيل الكلي.  

سياستها تتضمن الحسابات والأرقام والمسألة عندها شبيهة بعملية حسابية..  مريض + تدهور حالته الصحية = غسيل الكلية.

حيث يبلغ ثمن الحصة الواحدة لغسيل الكلى حوالي 850 درهم بمعدل 3 جلسات في الأسبوع أي 2550 درهم أسبوعيا، و10200 درهم شهريا و122400 درهم سنويا، هي إذن شبه طبيبة بلغة الأرقام.

الإمام الشافعي كان يقول العلم علمان: علم الدين وعلم الدنيا، فالعلم الذي للدين هو الفقه، والعلم الذي للدنيا هو الطب، ليس علم الأرقام.

صحيح أن القلوب الكبيرة تسامح.. لكن قلوبنا الكبيرة لن تسامحك.. لن نسامحك عن كل دمعة نزلت ولازالت تنزل من أعيننا بحرقة بسبب أخطائك الطبية الكثيرة، لن نسامحك عن الرعب الذي تسببتي فيه وعن الألم... 

لا تستهيني بحجم أخطائك .!